شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
بيان ذكر المطر وكيفية نشأته ونزوله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال -رحمه الله تعالى- في ذكر المطر ونزوله.
قال: حدثنا أحمد بن هارون بن روح اسم> قال: حدثنا أبو زرعة اسم> قال: حدثنا المعافى الحراني اسم> قال: حدثنا موسى بن أعين اسم> عن الثوري اسم> عن موسى بن المسيب اسم> عن شهر بن حوشب اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- رسم> ما أنزل الله عز وجل من السماء كفا من ماء إلا بمكيال, ولا سفا الله عز وجل كفا من ريح إلا بوزن ومكيال, إلا يوم نوح اسم> عليه السلام, فإنه طغى الماء على الخزان. قال الله عز وجل: رسم> إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ قرآن> رسم> ويوم عاد, فإنه عتت الريح على الخزان, قال الله تعالى: رسم> بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ قرآن> رسم> رسم> .
قال: حدثنا أبو يعلى اسم> قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني اسم> قال: حدثنا يعقوب القمي اسم> عن جعفر اسم> عن سعيد بن جبير اسم> رضي الله عنه: رسم> إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ قرآن> رسم> قال: لم ينزل الله عز وجل من السماء قطرة إلا بعلم الخزان, إلا حيث طغى الماء, فإنه غضب بغضب الله عز وجل, فطغى على الخزان, فخرج ما لا يعلمون ما هو.
قال: حدثنا محمد بن يحيى اسم> قال: حدثنا بندار اسم> قال: حدثنا يحيى بن سعيد اسم> قال: حدثنا محمد بن يحيى بن هانئ اسم> عن أبي خمير اسم> عن كعب اسم> رحمه الله تعالى قال: المطر روح الأرض.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم اسم> قال: حدثنا سعيد اسم> عن الأعمش اسم> عن عبد الله بن عبد الله الرازي اسم> عن سعيد بن جبير اسم> رضي الله عنه قال: يخلق الله عز وجل اللؤلؤ يخر في الأصداف من المطر, تفتح الأصداف أفواهها عند المطر من السماء, فاللؤلؤة العظيمة من القطرة العظيمة, واللؤلؤة الصغيرة من القطرة الصغيرة.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو حاتم اسم> قال: حدثنا قطبة اسم> قال: حدثنا سفيان اسم> عن الأعمش اسم> عن عبد الله بن عبد الله اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما فذكر مثل معناه.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران اسم> قال: حدثنا ابن أبي عمران اسم> قال: حدثنا سفيان اسم> عن عبد الكريم بن أبي المخارق اسم> عن الحسن اسم> رحمه الله تعالى: أنه كان إذا نظر إلى السحاب قال: فيه والله رِزْقُكُمْ, ولكنكم تُحْرَمُونه بخطاياكم وأعمالكم.
قال: حدثنا إسحاق بن أحمد اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عمران اسم> قال: حدثنا يحيى بن يمان اسم> قال سفيان: اسم> حدثنا عن جابر اسم> عن الشعبي اسم> رحمه الله تعالى: رسم> فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ قرآن> رسم> قال: كل ندى وماء في الأرض من السماء نزل.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو حاتم اسم> قال: حدثنا سلمة بن داود العرضي اسم> قال: حدثنا أبو المليح اسم> عن ميمون بن مهران اسم> رحمه الله تعالى قال : البركة في القرآن المطر رسم> وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا قرآن> رسم> .
قال: حدثني خليل بن أبي رافع اسم> قال: حدثنا جدي قال: حدثنا محمد بن يزيد اسم> عن جويبر اسم> عن الضحاك اسم> رحمه الله تعالى في قوله تعالى: رسم> وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا قرآن> رسم> قال: المطر.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو داود القطان اسم> قال: حدثنا محمود بن غيلان اسم> قال: حدثنا علي بن الحسن اسم> قال: حدثنا الحسين بن واقد اسم> عن علباء بن أحمر اسم> عن عكرمة اسم> رحمه الله تعالى قال: ينزل الماء من السماء السابعة, فتقع القطرة منه على السحاب مثل البعير.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا محمد بن أيوب اسم> قال: حدثنا عبد السلام بن عاصم اسم> قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل حبويه اسم> قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني اسم> عن عمه عن عكرمة اسم> -رحمه الله تعالى- قال: ما من قطرة تقطر إلا نبتت بها شجرة أو لؤلؤة.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا عمران بن بكار اسم> قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي اسم> قال: حدثنا جميع بن ثوب اسم> قال: حدثنا أبو راشد التنوخي اسم> قال: سمعت أبا أمامة اسم> رضي الله عنه يقول: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- رسم> ما مطر قوم إلا برحمة, ولا قحطوا إلا بسخطة رسم> .
قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد اسم> قال: حدثنا علي بن الجعد اسم> قال: حدثنا فضيل بن مرزوق اسم> عن عطية العوفي اسم> رحمه الله تعالى : رسم> ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قرآن> رسم> قال: قُحُوط المطر.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا يحيى بن عثمان الحمصي اسم> قال: حدثنا اليمان بن عدي اسم> عن نافع اسم> عن قتادة اسم> عن كعب اسم> رحمه الله تعالى, قال: لو أن الجليد ينزل من السماء الرابعة لم يمر بشيء إلا أهلكه.
قال: حدثنا خليل بن بنت تميم بن المنتصر اسم> قال: حدثنا جدي قال: حدثنا محمد بن يزيد اسم> عن جويبر اسم> عن الضحاك اسم> رحمه الله تعالى رسم> وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا قرآن> رسم> يقول: بالمطر. وفي قوله: رسم> وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ قرآن> رسم> قال: المطر الذي ينزله الله تعالى رسم> وَمَا تُوعَدُونَ قرآن> رسم> الجنة والنار.
قال: حدثنا أحمد بن عمران اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عبيد اسم> قال: حدثنا يوسف بن موسى اسم> قال: حدثنا محمد بن عبيد اسم> عن هارون بن عنترة اسم> عن أبيه عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما رسم> أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ قرآن> رسم> قال: الصيب المطر.
قال: حدثنا محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا أبو حذيفة اسم> قال: حدثنا شبل اسم> عن ابن أبي نجيح اسم> عن مجاهد اسم> - رحمه الله تعالى- قال: الصيب المطر.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا أبو هشام اسم> قال: حدثنا ابن يمان اسم> عن سفيان اسم> عن إسماعيل بن أبي خالد اسم> قال: وحدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثنا فضيل بن عبد الوهاب اسم> قال: حدثنا أبو معاوية اسم> عن إسماعيل بن أبي خالد اسم> عن حكيم بن جابر اسم> رسم> الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ قرآن> رسم> قال: المطر.
قال: حدثنا إسحاق بن أحمد اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عمران اسم> قال: حدثنا وكيع اسم> قال: حدثنا سفيان اسم> عن خصيف اسم> عن عكرمة اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما: رسم> وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ قرآن> رسم> قال: الرجع المطر. رسم> وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ قرآن> رسم> قال النبات.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران اسم> قال: حدثنا ابن أبي عمر اسم> قال: قال سفيان اسم> في قوله عز وجل رسم> وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ قرآن> رسم> قال: رسم> وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ قرآن> رسم> الغيث, رسم> وَمَا تُوعَدُونَ قرآن> رسم> الجنة.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا الربيع اسم> قال: حدثنا الشافعي اسم> حدثني من لا أتهم, عن عمرو بن المطلب بن حنطب اسم> رضي الله عنه أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> ما من ساعة من ليل ونهار إلا والسماء تمطر رسم> .
قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد اسم> قال حدثني مفضل بن غسان اسم> قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> مولى أسلم اسم> قال: حدثنا أسلم اسم> قال: حدثنا حزام بن هشام اسم> عن أبيه, قال: رسم> قدم أصيل الغفاري اسم> قبل أن يضرب الحجاب, فدخل على عائشة اسم> رضي الله عنها, فاستخبرته عائشة اسم> رضي الله عنها عن مكة اسم> كيف تركتها؟ فذكر أن مطرا أصابها, فقال: تركت بطحاءها قد ابيضت, وانتشر عضاضها, وأعذق إذخرها, وأسلب ثمامها, وأبقل حمضها, فدخل النبي-صلى الله عليه وسلم- على ذلك فقال : إيها يا أصيل اسم> !! لا تحزنا رسم> .
قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال حدثني أبو يوسف القلوسي اسم> قال: حدثنا أبو ربيعة اسم> قال: حدثنا وهيب اسم> عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان اسم> عن أمه فاطمة بنت حسين اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: ما نزل مطر من السماء إلا معه البذر, أما إنكم لو بسطتم نطعا لرأيتموه.
قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال :حدثني يحيى بن عبد الله الخثعمي اسم> عن شيخ من أهل البصرة اسم> قال سمعت العباس بن محمد الهاشمي اسم> يحدث عن أبيه قال: كنت في الصيد فأصابنا مطر فملت إلى أخبية الأعراب, فقلت: هل عندكم من مظل؟ قالوا: نعم, فأنزلوني مظلة لهم فمكثت يومي وليلتي ولم يسكن المطر, فلما أصبحت قلت: لقد أنزل الله عز وجل من السماء خيرا كثيرا, فقام أبو المنزل اسم> إلى كساء قد شبح بين أربع خشبات, فلمسه بيده فقال: ما أنزل الله الليلة خيرا, ثم مكثت يومي وليلتي والمطر لا ينقطع, فأصبحت فقلت مثل ما قلت, فقام إلى الكساء فصنع مثل ما صنع, وقال مثل ما قال، قال: ثم قلت في اليوم الثالث مثل ذلك فقام فلمس بيده ثم قال: نعم قد أنزل الله عز وجل الليلة خيرا, فقلت قد سمعت مقالتك أول من أمس وأمس واليوم, فما سبب ذلك؟ فأتاني بكف من البذور أخذها من فوق الكساء, فقال: إن حب البقل والعشب والكلأ إنما ينزل من السماء فينبته الله العزيز الحكيم كيف يشاء.
قال: حدثنا بنان بن أحمد القطان اسم> قال: حدثنا عبيد بن جناد اسم> قال: حدثنا ابن المبارك اسم> عن إسماعيل بن أبي خالد اسم> عن أبي صالح اسم> رحمه الله تعالى في قوله تعالى: رسم> وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ قرآن> رسم> قال العصف: أول ما ينبت.
قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله بن محمد اسم> حدثني محمد بن إسماعيل بن البختري اسم> قال سمعت من يذكر عن مسلم بن سعيد اسم> رحمه الله تعالى قال: كنا بطريق مكة اسم> فنظرت إلى السماء فرأيت بذورا على خيمة.
قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثني يحيى بن عبد الله اسم> عن هشام بن الحكم الثقفي اسم> قال: أخبرني أبو الطفيل الحرمازي اسم> رحمه الله تعالى قال: كنت جالسا مع أبي, وكان شيخا كبيرا من أولاد الجاهلية, فرأيت بقلة فحفرت عن أصلها, فإذا في الوعاء الذي نبتت فيه ثلاث حبات, نبتت واحدة, وثنتان صلبتان جدا, فجعلت أتعجب منه, فقال: أي بني ! من أي شيء تعجب؟ قلت: من ثلاث حبات نبتت حبة, وثنتان صلبتان معها ........................ فأما ما يكون في البحر فلا يكون له نبات, وأما النبات فما كان من السماء, وقال: إن شئت أعذبت ماء البحر, فأمر بقلال من ماء ثم وصف كيف يصنع به حتى يعذب.
ذكر جدي رحمه الله تعالى عن أبي زياد القطان اسم> قال: حدثنا مروان بن معاوية اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن سميع اسم> قال: مطرنا من الليل فأصبح عند أصحاب السابري غدير فيه ضفادع, فسألت أبا مالك الغفاري اسم> عن ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس اسم> رضي الله عنهما, فقلت: تنزل الأرض القفر فتمطر من الليل, فتصبح من الغد في الأرض ضفادع خضر. فقال ابن عباس اسم> رضي الله عنهما: إن هذه السماء الدنيا إلى التي تليها وما بينهما ماء مطبقا, يجري فيه من الدواب مثل ما في مائكم هذا.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا محمد بن أبان اسم> قال: حدثنا أبو بكر عبد القدوس بن محمد اسم> قال: حدثنا عمرو بن عاصم اسم> قال: حدثنا عمران القطان اسم> قال: سمعت رجلا سأل الحسن اسم> رحمه الله تعالى, فقال: يا أبا سعيد اسم> المطر من السماء أم من ماء من السحاب؟ قال: من السماء, إنما السحاب علم ينزل عليه الماء من السماء.
قال: حدثنا محمد بن يحيى اسم> قال: حدثنا محمد بن عامر اسم> قال: حدثنا أبي قال: حدثنا يعقوب اسم> عن جعفر اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: إني لأعرف الثلج وما رأيته في قول الله عز وجل رسم> وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ قرآن> رسم> قال: الثلج منه.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا عمرو بن سعيد اسم> قال: حدثنا إسحاق اسم> قال: حدثنا جرير اسم> عن أشعث اسم> عن جعفر اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: ما من عين جارية إلا وأصلها من الثلج.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> - رحمه الله تعالى - قال: حدثنا محمود بن خداش اسم> قال: حدثنا هشيم اسم> عن إسماعيل اسم> عن الحسن اسم> رحمه الله تعالى: رسم> وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ قرآن> رسم> قال: ما من عام بأمطرَ من عام ولكن الله عز وجل يصرفه حيث يشاء, وربما كان ذلك في البحر, ينزل مع المطر كذا وكذا من الملائكة, فيكتبون حيث يقع ذلك المطر, ومن يرزقه, وما يخرج منه مع كل قطرة.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> عن سوار بن عبد الله القاضي اسم> قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الجمحي اسم> عن شيخ من أهل مكة اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: المطر مزاجة من الجنة فإذا كثر المزاج عظمت البركة, وإن قل المطر, وإن قل المزاج قلت البركة وإن كثر المطر.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا صفوان بن عمرو اسم> قال: حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج اسم> قال حدثتنا عبدة بنت خالد بن معدان اسم> عن أبيها رحمه الله تعالى قال: المطر يخر من تحت العرش فينزل إلى السماء الدنيا فيجتمع في موضع يقال له الإيرم اسم> فتجيء السحاب السود فتشربه.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شريح اسم> قال: حدثنا محمد بن رافع اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم اسم> قال حدثني عبد الصمد اسم> قال: سمعت وهبا اسم> رحمه الله تعالى- وسئل عن الصاعقة: ما هي؟ أشيء لها مس أم نار أم ما هي؟ قال: ثلاثة لا يعلمهن إلا الله, الرعد والبرق والغيث ما أدري من أين هو وما هن؟ فقيل: إن الله عز وجل أنزل من السماء ماء, فقال وهب اسم> نعم ولا أدري أنزل قطرة من السماء في السحاب؟ أم خلق من السحاب فأمطر, وسماء السحاب سماء.
هكذا سمعنا هذه الأحاديث وهذه الآيات وهذه الآثار التي تتعلق بالمطر, من أين هو؟ وكيف خلق؟ وكيف ينزل؟ وأنه من آيات الله الكونية التي تدل على عظمته, والتي يرحم بها عباده. فإن هذه الأرض خلقت كافة يابسة, ولكن الله تعالى جعلها قابلة للنبات, فلو جعلها صخرية لهلك من عليها, وحتى لو كانت من ذهب كلها أو من فضة فمن أين يأكلون؟ فجعلها الله رخاء: تنبت هذا النبات, ثم جعل فيها هذه البحار, وهذه القفار, ولكن البحر شديد الملوحة, إذا سقي منه الأرض لم تنبت لشدة ملوحته بإذن الله, وإنما تنبت إذا كان الماء عذبا فراتا. يعني: الإنبات النافع الكثير.
فقدر الله أنه ينزل هذا السحاب, ينزل هذا المطر من هذا السحاب, ويكون ماء عذبا زلالا كما شاء الله, فيكون سببا في حياة الأرض وحياة من عليها, فينبت النبات, ويبقى الماء على وجه الأرض أو في جوفها, فيشربون من هذا الماء, ويسقون دوابهم, ويسقون حروثهم وأشجارهم, ويقدر الله لهم المعيشة من نبات هذه الأعشاب التي توجد على وجه الأرض.
لا شك أن ذلك نعمة من الله تعالى وفضل كبير. قدَّر الله نزول هذا المطر كما شاء, وكذلك أيضا جعله مباركا, قال الله تعالى: رسم> وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا قرآن> رسم> فأحيينا به الأرض رسم> مَاءً مُبَارَكًا قرآن> رسم> من بركته كثرة النبات, واستمرار النبات, إذا أنزل الله فيه البركة, إذا شاء نزع البركة كما يشاء.
يشاهد في بعض الأزمنة كثرة المطر وقلة النبات, لماذا؟ لقلة البركة, فإذا جعله الله مباركا كثر النبات وأكل الناس وشربوا, ورعوا أنعامهم, وهذا شيء مشاهد- يعني: عظم البركة في ماء السماء الذي هو هذا المطر-. قد ذكرنا أن الذين يبذرون في أيام المطر بما يسمى البعول ينثرون الحب في الأرض و يحرثونه ويبذرونه, فيجيء المطر مرة واحدة, ويسقي هذه الأرض ويغمرها بالماء حتى ترضى, فينبت النبات, ويستمر أربعة أشهر, ما جاءه سقي حتى ينبت, وحتى يستوي على سوقه, وحتى يتم سنبله. سقية واحدة تنبت هذه الزروع إلى أن تثمر وإلى أن ينضج ثمرها ! مرة واحدة ! مع أنا نشاهد أنهم إذا بذروه, واستخرجوا له الماء من الأرض, فقد يحتاجون إلى سقيه كل أسبوع, أو كل أسبوع مرتين, أو نحو ذلك, ومع ذلك لو تركوه لظمئ, فهذا ونحوه دليل على ما جعل الله تعالى فيه من البركة بأمره.
مسألة>